قصص من الحصار
وين الجميع نزحوا!؟
آخر جملة نطق بها أحدُ زملائنا أثناءَ خروجنا من مقر عملنا الذي احتُجِزْنا داخله لأيامٍ طويلةٍ بسبب القصف العنيف واستهدافنا المتكرر..
وثّقت عدساتنا اللحظات الأخيرة التي قضاها أهالي غوطة دمشق الشرقية في أرضهم التي أُجْبِروا على مغادرتها.. خلعوا قلوبهم فيها ورحلوا!
أفرح عندما أنظر إلى منزلي المدمّر وأتذكّر أن الله أنجى لي عائلتي ولم أفقد أحداً من أولادي.
منذ بضعة أيام رجل أخرس في مدينة حمورية بالغوطة الشرقية، كانت أسرته تحت الأنقاض، عندما أخرجنا أمه من تحت الأنقاض شهيدةً.. صاح بأعلى صوته.. صراخٌ بدون كلمات.. ثم استجمع قوته وصاح بصوت مسموع ومفهوم: يا رب يا رب يالله..
واللهِ أبكى كل من سمعه..
بعد تأنيبي له على شروده الطويل وغيابه المتكرر عن الصف، قررت أن أزور أمه كي أعلمها بحال ولدها عدنان .. انتظرت نهاية الدوام بفارغ الصبر كي أستدل منه على مكان إقامته، فغداً من المؤكد أنه لن يأتي كعادته منذ أشهر
إن حجم الدمار وعمق المعاناة مذهلان، ومن الصعب تصور الحياة في هذه الظروف.