بدأ المكتب الإغاثي الموحّد في الشمال السوري، بالعمل على مشروع الزراعة الصيفية، للاستفادة من مساحات الأراضي الزراعية (البور) والقابلة للزراعات الصيفية، وذلك لتأمين فرص عمل لعشرات العوائل ممن يعملون في مجال الزراعة من مهجري أهالي الغوطة الشرقية.
وقال الأستاذ ”علاء الصوفي” مدير المكتب الإغاثي الموحّد” للأيام السورية”: إنَّ الهدف من هذا المشروع يتجلّى من خلال مرحلتين الأولى: هي دفع عجلة الاقتصاد في الشمال السوري لتأمين مستلزمات المواد الزراعية وكَذَلك تأمِين المنتجات الزراعية في الأسواق، والثانية: هي الأهم من حيث تشغيل عوائل المهجرين من أهالي الغوطة الشرقية من أصحاب الخِبرات الزراعية الذّينَ فقدوا أراضيهم في الغوطة، ومُساعدتهم في تأمين دخل لسَد حاجتِهم المعيشية، وتأمِّين رأس مال خاص بِهم مِن أجل مشاريع زراعية خاصة في السنوات القادمة.
وأضَاف الصوفي: تكلِفة هذا المشرُوع بلغت 75 ألف دولار أمريكي، ويستفيد من هذا المشروع ما يُقارب ال 60 عائلة بشكل مُباشر من أهالي الغوطة، تمّ اختيار هذه العوائل مِمَن تنطبق عليهم عدّة شروط ومعاير أهمُها وجود الخبرات الزراعية وممارسة هذا العمل خلال السنوات السابقة، بالإضافة إلى كون العائلة مهجّرة إلى الشمال، وبحاجة إلى مورد مادّي.
وتتم آلية العمل بين المستفيد والمانح؛ بحيث يقدم المانح مساحة 17 هكتار من الأراضي للمستفيدين، لكل عائلة ما يُقارب واحد هِكتار، ويُقدَم للمستفيد كل العمليات الزراعية من”بذور، وشتول، وأسمدة، ومحروقات”، مقابل نسبة مادية من إنتاج المزروعات تتراوح بين 25 و 30 بالمئة من قيمة الإنتاج الزراعي حسب نوعية المحصول، ويتم تسليم هذه المبالغ للفلاح في نهاية المشروع، وفي المقابل يترتب على الفلاح تقديم الجهد البدني للمشروع، من الإشراف على البذور والشتول أثناء الزراعة حتى القطاف والاهتمام بالأرض المزروعة طيلةَ الفترة المحددة بالعقد.
وبين الأستاذ علاء بأنَّ مدّة هذا المشُروع هي ستة شهور من بداية الزراعة حتى نهاية المحصول، ويتضَمن المشروع عدة أصناف من الزراعة هي؛ البندورة، الباذنجان، الفليفلة، الجبس، وهذا المشروع جاء بعد تجربة عدد من المشاريع في الأمن الغذائي في الغوطة الشرقية خلال الخمسة سنوات الماضية، وتم نقل هذه التجربة للشمال السوري من أجل تفعيل وتحويل المدنيين من عناصر مستهلكة إلى عناصر منتجة ومفيدة.
وأشار الصوفي إلى أنَّ هذه التجربة هي الأولى في الشمال السوري وكانت بشكل مُصغر كتجربة لدراسة الوضع في المنطقة، ولديّنا رؤيا في السنوات القادمة من أجل تطوير هذه المشاريع بشكل أكبر وأضخم، ومع قدومنا للشمال السوري رأينا وجود مقدرات مادية، وبشرية، ولوجستية، ومساحة كبيرة من الأراضي، قادرة على تأمين كافة المستلزمات لإقامة مثل هذه المشاريع التي توفّر فرص كثيرة للمدنيين.
في حين وصف”حسن الحسان” وهو أحد المستفيدين من المشروع ل “لأيام السورية”، هذه المشاريع بالـ “ممتازة”، لأنَّها حقّقت له ولعائلته فرصة عمل في المجال الذي يعمل به، بعد أنْ كانَ عاطلاً عن العمل في المخيم، كما أنّه أصبح شريكاً وليس عاملاً.
وأضاف الحسان: أعتبر نفسي صاحباً لهذا الرزق، وخصوصاً للعوائل من أمثالنا الذين هجروا وتركوا أرزاقهم وممتلكاتهم خلفهم، وقد وجدوا أنفسهم الآن من أصاحب الأرزاق، وهي نعمة من الله لا تقدر بثمن.
وتمنَّى الحسان من المسؤولين عن المكاتب الإغاثية، بأنْ يوسعوا مثل هذه المشاريع لتأمِين أكبر عدد ممكن من فرص العمل، لأنَّ الناس بحاجة ضرورية لمثل هذه المشاريع وخاصة ممن يسكنون في المخيمات، بالإضافة إلى أنّ إنتاج هذه المحاصيل الزراعية المقدرة ب 120 طنّاً للهكتار الواحد، ستوفر اكتفاء محلي من الخضروات للأسواق بأسعار أقل من الخضروات التي يتم شحنُها من المناطق الأخرى سواء من داخل سورية أو من خارجها.
يذكر يأنَّ عدد المهجرين قسراً من الغوطة الشرقية باتجاه الشمال السوري ما بين شهر آذار و آيار من هذا العام قد وصل ل 83200، تركز أغلبهم في مدن ريف حلب الشمالي والشرقي” الباب- اعزاز- جرابلس- عفرين”.
(الصور المرفقة تظهر جانبا من المشاريع الزراعية التي ينفذها المكتب الإغاثي الموحد في الشمال السوري)
للاطلاع على التقرير من موقع "الأيام السورية" اضغط هنا